” ليس الحب هو ما تتناوله وسائل الاعلام و الناس عامة ، فما يشيرون اليه بهذا المسمى هو شعور عاطفي مزيج من الانجذاب الجسدي و الرغبة بالتملك و السيطرة و هو إدمان و شعور بالميل لشخص آخر، و غالبا ما يكون شعورا متذبذبا يضمحل بعد فترة من الزمن. و في تلك العلاقات فإنهم لا يختبرون الحب حقا. في مراحل الوعي العليا الحب هو شعور لامشروط غير متبدل و راسخ و ليس عرضة للتذبذب لأن مصدره من داخل الشخص و لا يقوم على عوامل أو سمات . بل هو حالة كينونة . يركز الحب على كل ما هو خيّر في الحياة و ينمي ما هو ايجابي ، يعالج السلبية بدلا من مهاجمتها ، إنه مستوى السعادة الحقيقية . لكن قلة من يبلغونه ، و من يبلغ الحب الغير مشروط هم 0.4% فقط .” الاقتباس بتصرف عن ( د. ديفيد هاوكينز الكتاب القوة مقابل الإكراه . )
و لنعرف الحب أكثر فهناك ثلاث مستويات له نبدأ بالأدنى إلى الأسمى :
أدنى مستوى للحب هو الحب الذي ينبع من السلوك (الحب السلوكي) و فيه نعرف كيف نتصرف من خلال الحب كيف تكون سلوكياتنا مع من نحب . ثم المستوى الثاني و هو الانفعالي العاطفي و نميزه عبر أحاسيسنا و انفعالاتنا ثم المستوى العقلي و الذي فيه نتناول مواضيع كنمط شخصية شريكك إلى غيره من المواضيع . و في الحقيقة نحن نبتعد كثيرا عن الحب الأسمى (الحب الروحي) عند حديثنا عن الحب بمستوياته السابقة ، لأن الحب الروحي غير مشروط و هو حالة من الاتصال العميق بالله تسمح لنا بعيش اللحظة و الفرح دون جهد في استحضار هذه المشاعر …
الحب الروحي نية و حالة من الكينونة و الاتصال يستحضرها القلب جل الوقت حيث الشعور بالحب لكل شيء دون قيد او شرط ، هي حالة من النعيم المطلق و السلام العميق . نصل إليها بالاستحضار الدائم لصوت القلب من خلال الصمت و الاسترخاء في سبيل العودة إلى الداخل . و من جهة أخرى و في سبيل العروج إلى هذا المستوى العالي من الوعي و من باب التنويه فإن الكره و الحقد و عدم التسامح و المغفرة مع الذات و الآخرين يعد عائقا أمام الصعود في طريق النمو الروحي .
قواعد في حب الذات و الآخر :-
- الحب مشروع شخصي ذاتي علينا توفيره لأنفسنا قبل طلبه من الآخر . كأنثى عليّ أن أؤمن بقدرتي على الحب . و أن أمتلئ بالحب يعني أن لا أشعر أنني بحاجة إليه من مصدر خارجي .
- الإيجو EGO أحد أسباب الشعور بالفراغ العاطفي و الحاجة إلى الآخر لامتصاص هذه الطاقة من الاهتمام منه فيلجأ الآخر إلى الهروب لشعوره بالنفور من ذلك و حماية لطاقته .
- التصالح مع العيوب و الأخطاء و عيش اللحظة و الاستمتاع بها كلها تعيننا و تمدنا بالحب الذاتي .
- المجاملة و الإيثار مسببات للابتعاد عن الذات و قطع الاتصال بها و بالتالي تضييع الشعور بالحب .
- تقبل الآخر على ما هو عليه مهما كان يبدو مخالفا أو مختلفا عنا يساهم في بناء بيئة حُب آمنة للجميع .
- عدم إصدار الأحكام السلبية على الذات و الآخرين فهناك دائما فرصة للتغيير للأفضل و الأجمل .
الوعي بمراحل الحب و الحب الروحي و تمييزه و التعامل به و عيشه هو النعيم الذي يغمر تناقضات النفس . و أخيرا فالحديث في الحب رغبة لا تنتهي فكلنا نحب الحب و نحب الحديث و الوقوع في الحب ..
💕محبتي ، لورا
إقرا أيضا تأملات في الحُب
اقرأ ايضا في الوعي بالأنوثة و حُب الذات
يمنع نقل أي تدوينة أو جزء منها من مدونتي هذه نهائيا .